الجنس وسامبهافي

س: خلال ممارستي لليوغا إتباعاً لإرشادك، بعض الأسئلة الإضافية تطرأ بخصوص بعض المسائل. كنت أتمنى لو بإمكانك التعليق على البعض منهم:

1- الإثارة الجنسية خلال التأمل – خلال التأمل والبراناياما اختبر الكثير من الإثارة الجنسية. أعلم أن هذا أحد العوارض المعتادة، ولكنني اعتقد أنني أختبره بطريقةٍ زائدة: الأحاسيس قوية جداً في بعض الأحيان، وبعد أكثر – في بعض الأوقات أختبر القذف أيضاً خلال التأمل (لا ألاحظه متى يحصل، فقط بعد إنتهاء الجلسة). أنا حتى لا أمارس السيدهاسانا بعد – الامر يحصل بكل بساطة خلال تتبعي للمانترا. أليس هذا هدرٌ مريع للبرانا؟ هل هنالك أي طريقةٍ بإمكانك أن تنصحني بها لتجنب حصول هذا الامر؟

2- تشابك العينين خلال سامبهافي – فعل توجيه العينين بإتجاه النقطة ما بين الحاجبين يقلقني. من الواضح، أن هذا نشاطٌ غير طبيعي للعينين، وهو (حتى عندما يقام بلطف) مجهد وشديد بالنسبة لهم، خاصةً إذا أخذنا بعين الأعتبار أثر النشاط المتزايد خلال الفترات الطويلة. أليس الامر خطيراً على وظيفة العينين؟ أمن الممكن أن يؤثر على نظر الشخص؟

ج: في الواقع، الإثارة الجنسية ليست أمراً عادياً خلال التأمل وتنفس السنسلة من دون السيدهاسانا. ولكن بالرغم من هذا إنها إشارةٌ على أن أمورٍ جيدة تحصل، كما هو الامر عليه في الإختبارات المتقدمة للتطهير. القذف لن يستمر، لذا لا تقلق كثيراً بشأنه. إعتبر الامر كمرحلة، مثل الإستنوام خلال الأحلام. في هذه الحالة، الإستنوام خلال الأحلام الروحية خلال تنقلك إلى نضوجك الثاني ذو الطابع الروحي. الإثارة العضوية والقذف هي أشياءٌ ستتوقف مع خروج العوائق وتطور حركة النشوة في مراكزك السفلية بالتناغم مع مراكزك العلوية.

عندما تصل الى ممارسة السيدهاسانا ستلعب دور عامل مساعد أكثر لك من كعامل تضخم. بداية كل شيء، سوف تقوم تدريجياً بتوجيه طاقتك الجنسية الى الداخل والى الأعلى، والميل للذهاب نزولاً في الطاقة سوف يكون أقل بكثير. ثانياً، من الممكن إستعمال السيدهاسانا لسد التسريبات. عندما يتم وضع السيدهاسانا بالطريقة المناسبة عند المنطقة الطرية ما بين عظمة العانة، من الممكن سد الإحليل من خلال الإنحناء قليلاً الى الأمام. ليس أن واقع إنقاذ بعض التسريبات أمر حاسم، إلا أن القدرة على القيام بذلك هي موجودةٌ في السيدهاسانا ومن الممكن إستعمالها من أجل هذا إذا كان الامر مرغوباً. قبل أن ترميني بالكثير من الأسئلة حيال هذه النقطة، رجاءً إذهب واقرأ الدروس في غرفة التانترا إذا لم تقم بهذا بعد. ستجد هنالك دروس مفصلة تغطي إدارة الطاقة الجنسية وعلاقتها باليوغا، مع المزيد من الدروس والتقنيات الآتية على الطريق.

فيما يتعلق بممارسة السامبهافي، كل الممارسات التي نتناولها تكون لها مرحلةٌ “حرجة” في البداية، وأيٍ من الممارسات قد تبدوا غير طبيعيةٍ بعض الشيء عند تناولها في البداية. حينما تستقر، يتغير ذلك الإدراك. مع بداية دورهم في تطهير وإثارة النظام العصبي، فكرة اللاطبيعية تختفي بعيداً. عندها نعرف أن الممارسات التي نقوم بها هي تماماً كما يجب أن تكون عليه – آتيةً بالقدرات الروحية الطبيعية المحتواة داخل نظامنا العصبي. عند الوقت الذي تصل فيه الى تلك النقطة، الممارسات تصبح طبيعية بقدر التنفس، لأننا نختبر الغبطة والنشوة مباشرةً نتيجة إستعمالهم. السبب والنتيجة اللذان يصدران عنهم يصبحان جزء مدموج وأتوماتيكي من وظائفنا البيو عصبية.

لا تدفع ممارسة السامبهافي. كن لطيفاً جداً فيما يتعلق بتوجيه العينين، مفضلاً الإحساس الذي يولد من خلال توجيه الحاجبين الى النقطة ما بينهما. مع الوقت يصبح الامر مثيراً للذة وعندها يصبح بسهولة أوتوماتيكياً. نظرك ليس في حالة خطر. الألاف من اليوغيين، الحكماء، والقديسين كانوا يستعملون السامبهافي لألاف السنين من دون أي آثارٍ سلبية. العكس تماماً، السامبهافي تفتح بصيرتنا الداخلية، وتوسع مدى نظرنا من خلال النظام العصبي الذي يزداد نشوةً لتشمل الكون. قد ترغب بمراجعة درس سابق عن القيام بممارسة السامبهافي (131#) الذي يحتوي على المزيد من التفاصيل عن الممارسة.

الامر المثير للإهتمام، هو أن سؤالك عن السامبهافي له علاقة بالإثارة الجنسية. والسبب الذي يدفعني الى قول هذا هو ان الصعود المباشر للصلة الجنسية ما بين العقل الفيزيائي والمراكز الأوطأ هو كيف يتم إختبار يقظة العين الثالثة والسوشومنا (العصب الفقري). السامبهافي هي أحد اللاعبين الأساسيين في هذا، بالتناغم مع تنفس السنسلة، مولاباندها، سيدهاسانا، كيتشاري وكومبهاكا، بالإضافة لبعض الآخرين. السامبهافي في أي شكلٍ أو آخر هي بارزةٌ في كل التقاليد الروحية. عندما تستيقظ العين الثالثة\السوشومنا، السامبهافي تصبح كوسيلةٍ أساسية لترويج “حركة النشوة” في النظام العصبي متى ما نرغب بذلك (راجع الدرس #169 عن حركة النشوة). نيةٌ بسيطة من خلال العينين هي كافيةٌ لإنتاج موجاتٍ من النشوة داخل النظام العصبي لليوغي أو اليوغية. ممارسة السامبهافي هي حقاً لكنز.

عندما تبدأ الحركة في الصعود من خلال كل الوسائل التي تم ذكرها، النتائج الجنسية تكون واضحة. ومن هناك الامر يتطور من الإثارة الجنسية الى النشوة الروحية. الإختباران متواصلان، كونهما تعبيران مختلفان لذات الطاقة الجنسية التي تتطور الى أعلى فأعلى داخل نظامنا العصبي.

أنت لديك بعض ظلال هذا الشيء بالفعل من خلال ممارسة التأمل وتنفس السنسلة فقط، ومن دون أي شك ممارستك الفرخة للسامبهافي تدخل ضمن الحركة أيضاً. إنها إشارةٌ على أن أمورٍ جيدة على الطريق. لا تقلق، كل شيءٍ سوف يسير على ما يرام. ليس هنالك أي داعٍ للقلق.

المعلم في داخلك.